تفضيل القرآن على سائر كتب الله

تفضيل القرآن على سائر كتب الله
119 0

الوصف

السؤال

ماهي مكانة القرآن الكريم بين الكتب السماوية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كنت تعني بالكتب السماوية ما هو موجود منها اليوم فهذه قد شهد الله تعالى بأنها محرفة ومبدلة، قال تعالى : فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ {البقرة: 79} وقال سبحانه : مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ  {النساء: 46} وبالتالي فلا يمكن مقارنتها بالقرآن الذي هو كلام الله الذي لم يأته الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد .

وأما إذا كنت تعني بالكتب السماوية ما كان منها قبل التحريف، فهذه -قطعاً- من كلام الله الذي هو صفة من صفاته، وبالتالي فهي مثل القرآن في ذلك . لكن القرآن أتى ناسخاً لها ومهيمنا عليها؛ كما قال الله تعالى : وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ {المائدة: 48}

وعليه؛ فيكون القرآن أفضل منها من هذا الوجه، وقد قال بذلك كثير من أهل العلم، ففي مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام في معرض حديثه عن تفضيل بعض القرآن على بعض قال : وحكى هذا القول عمن حكاه من السلف القاضي عياض في شرح مسلم قال في قول النبي صلى الله عليه وسلم لأُبي : أتدري أي آية من كتاب الله أعظم ؟ وذكر آية الكرسي . فيه حجة تفضيل بعض القرآن على بعض ، وتفضيل القرآن على سائر كتب الله عند من اختاره، منهم: إسحاق بن راهويه وغيره من العلماء المتكلمين . اهـ

والله أعلم .

المقال بصيغة ملف نصي